أكد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، ووكيل المرجعية العليا السيد أحمد الصافي، السبت، أن الوعي يمثل حصن الإنسان في زمن الفوضى الثقافية والانحراف الذي قد يتخفى بلبوس الحق، داعياً الطالبات إلى البدء بإصلاح أنفسهن ثم أسرهن قبل الانتقال إلى المجتمع.
وقال الصافي خلال كلمته في حفل تخرج طالبات شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية التابعة للعتبة المقدسة، وتابعها كلمة الإخباري إن “الوعي يقف بوجه الانحراف، وفي بعض الحالات، الانحراف يأتي بلبوس شبيه بلبوس الحق، لكنه في الحقيقة انحراف”.
وأضاف أن “بعض الأمراض الروحية قد يقع فيها الإنسان من حيث لا يلتفت، واليوم ضمن هذا الضجيج والفوضى الثقافية، إن الذي يقف بوجهها هو الواعي، وحضراتكم تعلمتم، والعلم أمر مختلف عن الثقافة السريعة العابرة”.
وأوضح المتولي الشرعي أن “الإنسان المتدين المتعلم لا بد أن يذكر الناس بالنهاية الأبدية، لأن فيها واعظاً، فالإنسان قد تخفى على الآخرين صفاته السيئة، لكن الله تبارك وتعالى لا تخفى عليه خافية، وفائدة الإنسان المتعلم المطبق للشريعة، أنه تشتد الرقابة عنده لكل ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى، ودائماً يجعل رضا الله تعالى أمامه”.
وشدد الصافي على ضرورة الاستمرار في طلب العلم حتى بعد التخرج، قائلاً: “العبرة في الاستمرار على ما أنتم عليه، فالإنسان الذي يتخرج من المدرسة ليس بمعنى ذلك أن يخرج من سلوكها القويم وما كان فيه من الخير، فيتغير كل سلوكه نحو الأسوأ، بل لا بد أن يتطور عما كان فيه”.
ودعا المتولي الشرعي الطالبات المتخرجات إلى البدء بإصلاح أنفسهن ثم الانتقال إلى أسرهن ومن ثم المجتمع، مؤكداً أن “ميدانكم الأول أنفسكم، إن قدرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإن عجزتم عنها كنتم عن غيرها أعجز”.
وحذر من الأفكار التي تهدف إلى تفكيك الأسر، قائلاً: “الأسرة اليوم أمام تحدٍ كبير جداً، فلا تغفلي عن بنتكِ، ولدكِ، زوجكِ، أخيكِ، بالمقدار الذي تشعرين به أنكِ خرجت من عهدة التكليف بتوعيتهم”، مضيفاً: “إياكم والأفكار التي تفكك الأسر، فلا يأتي صاحب الفكر الخطير والخاطئ بعنوان تعالوا فككوا أسركم، بل يأتي بعناوين نتيجتها تفكيك الأسرة”.
يذكر أن حفل تخرج طالبات شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية التابعة للعتبة العباسية المقدسة أقيم تحت شعار “بالعلم نرتقي وعلى نهج أهل البيت عليهم السلام نسير”.
المحرر: محمد مهدي