فتحت دراسة علمية جديدة، الباب أمام استراتيجيات علاجية مبتكرة تركز على حماية الخلايا القلبية في المنطقة الحدودية، فيما كشفت عن آلية غير متوقعة لتلف القلب التالي للنوبات القلبية، تتحدى المفاهيم الطبية السائدة منذ عقود.
ونقلت تقارير إعلامية تابعها كلمة الإخباري، أن "فريقاً بحثياً من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو كشف عن هذه الآلية غير المتوقعة لتلف القلب".
وأوضحت بأنه "بينما كان الاعتقاد السابق يركز على دور الخلايا المناعية كمحفز رئيسي للالتهاب والتلف اللاحق، تبين أن الخلايا القلبية السليمة نفسها - وليس الميتة منها - هي التي تقود هذه العملية المدمّرة".
وكشفت الدراسة أن "الخلايا العضلية القلبية (cardiomyocytes) في المنطقة الحدودية المحيطة بالجزء المتضرر من القلب تتعرض لضغوط ميكانيكية هائلة بعد النوبة القلبية".
وبينت بأن "هذه الضغوط تؤدي إلى تمزق في الأغشية النووية لهذه الخلايا التي تبدو سليمة ظاهريا، ما يتسبب في تسرب الحمض النووي من النواة إلى سيتوبلازم الخلية"، مشيرةً إلى أن "هذا التسرب غير الطبيعي يتم اكتشافه من قبل أجهزة الاستشعار الخلوية، ما يحفز سلسلة من التفاعلات الالتهابية الخطيرة، أهمها تنشيط مسارات الإنترفيرون من النوع الأول".
وبحسب الدراسة فإن "ما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو موقعه غير المتوقع، حيث بدلاً من أن ينشأ الالتهاب في مركز المنطقة المصابة حيث تموت الخلايا، فإنه يظهر بقوة في المنطقة الحدودية حيث الخلايا ما زالت حية ولكنها تحت ضغط ميكانيكي شديد".
ولفتت إلى أن "هذه المنطقة ظلت لغزاً محيّراً للباحثين لسنوات بسبب صعوبة عزلها ودراستها، حتى تم تطوير تقنيات متقدمة مثل تسلسل الحمض النووي الريبوزي أحادي الخلية والتحليل المكاني للتعبير الجيني التي مكنت الباحثين من فك شفرتها".
المحرر: سراج علي