الأحد 17 ذو الحِجّة 1446هـ 15 يونيو 2025
موقع كلمة الإخباري
محلل أمريكي: ترامب ونتنياهو يفتقران للرؤية الإستراتيجية في الصراع مع إيران
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 06 / 15
0

حذر الكاتب الأمريكي البارز ديفيد إغناتيوس من أن إسرائيل بدأت حملتها العسكرية ضد إيران دون استراتيجية واضحة للخروج منها، مشيراً إلى أن بدء الصراعات مع طهران يبدو سهلاً لكن إنهاءها يمثل تحدياً معقداً.

وقال إغناتيوس -في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية يوم السبت- إن “إسرائيل تبدو في إطلاق هجماتها الأخيرة على إيران وكأنها دخلت المعركة بلا تصور واضح لـ “اليوم التالي””.

وأضاف بأن “الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت قيادات عسكرية وعلماء نوويين إيرانيين، فيما بدا أنها حملة تهدف إلى شل القدرات الإيرانية، لكن السؤال الأهم: هل هذه الضربة بداية النهاية أم مجرد فصل جديد في صراع طويل؟”

وأشار الكاتب إلى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية– خاطب الشعب الإيراني مباشرة، قائلا “هذه فرصتكم للنهوض وجعل أصواتكم مسموعة” في إشارة إلى أن الهدف قد لا يقتصر على تحجيم التهديد النووي الإيراني بل ربما يشمل السعي لتغيير النظام”.

وأوضح إغناتيوس أن “التحذيرات تتوالى من أن هذه الضربات، وإن كانت ناجحة تكتيكيا، إلا أنها قد تؤدي إلى تفاقم الصراع بالمنطقة، وقد يضطر نتنياهو في النهاية إلى الاكتفاء بضربة تؤخر الخطر النووي الإيراني عدة سنوات فقط، مع احتمال إشعال صراع جديد في المستقبل”.

وسلط الكاتب الضوء على دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأزمة، قائلاً إن “عدم وضوح اليوم التالي للحرب ينطبق أيضا على دبلوماسية ترامب”.

وتساءل: “هل ينوي ترامب إنهاء الحرب الباردة مع إيران التي بدأت منذ ثورة 1979 وشعار (الموت لأميركا)؟ أم أن تعهده بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي سيغرق أميركا أكثر في دوامة من الهجمات والردود؟”

وأكد إغناتيوس أن “العقود الماضية علمت الولايات المتحدة وإسرائيل معا أن الحروب مع إيران من السهل إشعالها، ولكن من الصعب إخمادها”.

وأشار إلى أن “ترامب، الذي سبق أن فتح باب التفاوض مع طهران، حذّر في منشور له الجمعة من أن “ما هو قادم من إسرائيل سيكون أكبر” داعيا إيران إلى “عقد صفقة قبل فوات الأوان””.

وذكر الكاتب الأمريكي أن “هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، بعد أشهر من التوتر المتزايد منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أطلق شرارة “حرب إقليمية غير معلنة””.

وقال إن “إسرائيل، التي شعرت أن إيران أصبحت في أضعف حالاتها بعد انهيار حلفاء لها بالمنطقة، اختارت هذه اللحظة لتوجيه ضربة وُصفت بالأكثر دقة منذ سنوات، فاستهدفت بعضا من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين”.

وأشار إغناتيوس إلى أنه “رغم النجاح العسكري الإسرائيلي الظاهر، بدأت إيران سريعا في الرد حيث أطلقت بعد ساعات بعد الهجوم الإسرائيلي أكثر من 100 طائرة مسيّرة، تبعها وابل من الصواريخ الباليستية، مستهدفة العمق الإسرائيلي”.

وأضاف أن “إسرائيل يبدو أنها نجحت -حتى اللحظة- في تحييد جزء كبير من التهديدات التقليدية، بما في ذلك ترسانة حزب الله الصاروخية في لبنان، والتي كانت تمثل الردع الرئيسي الإيراني”.

وختم المقال بالقول إنه “في ظل غياب رؤية إستراتيجية لما بعد الضربة، تبقى المخاوف قائمة من أن تتحول هذه العملية إلى شرارة لصراع طويل الأمد بالمنطقة”، مضيفاً أن “إسرائيل فتحت بابا واسعا للحرب لكن إغلاقه قد يكون أصعب بكثير من فتحه”.

المحرر: حسين صباح



التعليقات