كشف جواد نصر الله نجل الأمين العام الراحل لحزب الله السيد حسن نصر الله، تفاصيل مثيرة عن اللحظات الأخيرة من حياة والده ومشاعره قبل الاغتيال، وكذلك ظروف تلقي العائلة لخبر استشهاده.
وقال جواد نصر الله إن تفجير إسرائيل لأجهزة "البيجر" التي كان يستخدمها عناصر الحزب في مختلف المناطق اللبنانية أثار غضب والده بشكل كبير، مردفاً: "باعتقادي الشخصي، لو فقد ولدا من أولاده مقابل أن يَسلم كل من أصيب في تفجير البيجر، لكان أهون على قلبه".
وأضاف: "كان زعلان وغضبان وعتبان، حتى كان في عتب كبير على البعض أنه كيف بيصير هيك... هو يعتبر نفسه مؤتمنا على هذا الدم".
وكشف جواد أن تحركات والده في الفترة الأخيرة كانت صعبة للغاية بفعل الظروف الأمنية، حيث كان يعيش "اليوم بيومه" دون استقرار أو ثبات، مشيراً إلى أن آخر لقاء جمعه بوالده كان قبل ثلاثة أشهر من اغتياله، لافتاً إلى أن الظروف ازدادت صعوبة بعد تدخل حزب الله لمساندة حماس.
وفي تفاصيل مؤثرة، أوضح جواد أن العائلة تلقت خبر الاغتيال عبر التلفزيون مثل سائر اللبنانيين، قائلاً إن وقع الصدمة كان هائلاً، لكن الأصعب كان اضطرار الأسرة إلى كتمان الحزن.
وأضاف: "المحل اللي كنا قاعدين فيه فرض علينا ما نقدر نطلع حزننا وانفعالنا... كان البكاء صامتاً، حزناً هادئاً، سكوتاً وظلاماً مطبقاً... ما كنا قادرين نبكي ولا حدا يصرخ أو يعبّر عن إحساسه".
وأشار نجل الأمين العام الراحل إلى أن لحظة الفقد ما زالت حاضرة حتى اليوم، قائلاً: "من لحظة الشهادة إلى الآن، الفقد موجود، الاشتياق موجود، الحزن موجود. لكن لو على حساب قلبنا وعواطفنا، نحن مسرورون له أنه ارتاح بعد عناء سنوات طويلة ونال مراده ومناه".
واختتم جواد شهادته بقوله: "حسينا بلحظة الغربة متلنا متل الناس كلهم... حرب وقصف ووحشية وفوقها غربة".
المحرر: محمد مهدي