كشفت دراسات علمية حديثة عن مخاطر صحية جدية للسجائر الإلكترونية على صحة الفم والأسنان، على الرغم من الاعتقاد السائد بأنها بديل أكثر أماناً للسجائر التقليدية.
وبحسب ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن خبراء الصحة يحذرون من تزايد الآثار السلبية للسجائر الإلكترونية على صحة الفم، رغم أنها قد لا تكون أخطر من السجائر التقليدية، إلا أنها لا تزال تشكل خطراً حقيقياً على الصحة العامة.
وقال المتحدث باسم الجمعية البريطانية لطب الأسنان إن "الآثار المطلقة للسجائر الإلكترونية وتأثيرها على صحة الفم غير معروفة تماماً"، مشيراً إلى أن آخر الأدلة العلمية أثارت مخاوف جدية حول جفاف الفم، وتهيج اللثة والإصابة بأمراضها.
وأظهرت مراجعة علمية شاملة أجراها باحثون من جامعة نيوكاسل البريطانية هذا العام، عدم وجود اختلاف كبير في مؤشرات مرض اللثة بين مستخدمي السجائر الإلكترونية والمدخنين والمدخنين السابقين، لكن مدخني السجائر الإلكترونية سجلوا مستويات أسوأ من أمراض اللثة مقارنة بغير المدخنين.
وفي سياق متصل، حللت دراسة أمريكية حديثة سجلات أكثر من 13 ألف مريض بين عامي 2019 و2022، وخلصت إلى أن المرضى الذين استخدموا السجائر الإلكترونية ارتفع لديهم خطر الإصابة بتسوس الأسنان، مقارنة بغير المدخنين ومدخني السجائر التقليدية.
ويرجح الخبراء أن السبب في زيادة نسبة التسوس قد يكون مرتبطاً بجفاف الفم، وهو عرض شائع بين مستخدمي السجائر الإلكترونية، إذ أوضح الدكتور ريتشارد هوليداي، المحاضر وكبير استشاريي طب الأسنان الترميمي في جامعة نيوكاسل، أن "اللعاب وسيلة هامة لحماية الأسنان، وعند غيابه يمكن أن ينتشر التسوس وأمراض اللثة بسرعة".
وحول المخاوف من الإصابة بالسرطان، أكد العلماء أن مستخدمي السجائر الإلكترونية ما زالوا يستنشقون مواد كيميائية بانتظام، ما يمكن أن يؤثر على أنسجة الرئة، رغم انخفاض نسبة المواد المسرطنة مقارنة بالسجائر التقليدية.
ونقل التقرير عن البروفيسور كريس كويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، نصيحته القائلة: "إذا كنت تدخن فالتدخين الإلكتروني أكثر أماناً، وإن لم تكن تدخن فلا تستخدمها"، داعياً الشباب بشكل خاص إلى الابتعاد عن التدخين الإلكتروني رغم قلة مخاطره مقارنة بالتدخين التقليدي.
المحرر: محمد مهدي