قد يكون الشعور العابر بالبرد أمراً طبيعياً في فصل الشتاء أو عند انخفاض درجات الحرارة، لكن الإحساس المستمر بالبرودة رغم ارتداء الملابس الثقيلة وتناول المشروبات الساخنة قد يشير إلى مشكلات صحية خطيرة تستدعي الانتباه.
وكشف خبراء الصحة عن أربعة أمراض رئيسية قد تكون سبباً وراء الشعور الدائم بالبرودة، مؤكدين أن التشخيص المبكر يمثل خطوة مهمة للسيطرة على هذه الحالات قبل تفاقمها.
ويأتي في مقدمة هذه الحالات مرض رينود، الذي يتسبب في تضيق الأوعية الدموية في أصابع اليدين والقدمين، مما يعيق تدفق الدم ويؤدي إلى شحوب أو ازرقاق الجلد مع خدر وألم، وفق ما أوضحته الصيدلانية نيام ماكميلان.
وتظهر أعراض مرض رينود عادة عند التعرض للبرد أو التوتر، وقد تستمر لفترات متفاوتة تتراوح بين دقائق وساعات، فيما ينصح المختصون بالتدفئة الجيدة والمحافظة على دفء المنزل وممارسة الرياضة للتخفيف من حدة الأعراض.
أما السبب الثاني للشعور الدائم بالبرودة فهو فقر الدم، حيث يفتقر الجسم لخلايا دم حمراء كافية لنقل الأكسجين، مما يتسبب في برودة اليدين والقدمين بشكل ملحوظ.
وبحسب الخبراء، فإن مرضى فقر الدم يعانون أيضاً من أعراض إضافية تشمل التعب المستمر والدوخة وشحوب البشرة وضيق التنفس، خاصة عند نقص الحديد في الجسم، الذي يمكن معالجته بتناول المكملات الغذائية والأطعمة الغنية بالحديد.
ويمثل مرض السكري من النوع الثاني السبب الثالث، حيث يحذر الأطباء من أن ارتفاع السكر في الدم على المدى الطويل قد يتلف الأعصاب الطرفية، مما يؤدي للإحساس الدائم بالبرودة في الأطراف.
ومن المؤشرات التحذيرية الأخرى المصاحبة لمرض السكري العطش الشديد والتبول المتكرر والتعب وفقدان الوزن غير المبرر، وهي أعراض تستدعي مراجعة الطبيب فوراً عند ظهورها.
وأخيراً، يعد خمول الغدة الدرقية من الأسباب الشائعة للشعور المستمر بالبرد، إذ يؤدي فشل الغدة الدرقية في إنتاج هرمونات كافية إلى تباطؤ عملية الأيض وانخفاض درجة حرارة الجسم الأساسية.
ويشعر مرضى الغدة الدرقية بالبرودة الدائمة مع حساسية زائدة للطقس البارد، وقد يصاحب ذلك أعراض أخرى مثل الإمساك والاكتئاب والآلام العضلية وزيادة الوزن وجفاف الجلد، مشيرين إلى توفر فحوصات دم خاصة للكشف عن عمل الغدة الدرقية في العيادات المتخصصة.
وينصح الأطباء بضرورة مراجعة الطبيب عند الاستمرار في الشعور بالبرودة غير المبررة، خاصة إذا صاحبتها أعراض أخرى، مشددين على أهمية التشخيص المبكر في إدارة هذه الحالات الصحية بشكل فعال.
المحرر: محمد مهدي