أعلن الدكتور الصيدلاني جبار فرج الوكيل، اليوم الخميس، عن تحقيق إنجاز علمي جديد في مجال علاج سرطان الثدي، مؤكداً أن الابتكار الذي توصّل إليه يمثل نقلة نوعية في مسار الاكتشافات الطبية العراقية، ويتميّز بفعاليته العالية وأمانه مقارنة بالعلاجات الكيمياوية التقليدية.
وأوضح الوكيل، في تصريحات تابعها كلمة الإخباري، أن "هذا التقدم جاء نتيجة تعاون علمي واسع بين جامعات ومراكز بحثية عراقية ونظيراتها في أوروبا والولايات المتحدة، التي وفّرت مختبرات متطورة وخبرات لا تتوفر حالياً في العراق، الأمر الذي ساهم في الوصول إلى هذا التطوير الدوائي".
وأشار إلى أن "دعم البحث العلمي في العراق يحتاج إلى بيئة عمل مناسبة تشمل الدعم المالي، والسكن الدائم، والدخل المجزي، إضافة إلى تشجيع الكفاءات العراقية في الخارج على العودة، وتوفير فرص لإرسال بعثات بحثية إلى الدول المتقدمة بما يسهم في تعزيز القدرات العلمية المحلية".
وكشف الوكيل أن "الدواء الجديد يُعد ثورة في مجال العلاجات الدوائية، لأنه يعتمد على تركيبة مبتكرة وآمنة خالية من الأعراض الجانبية المرتبطة بالعلاج الكيمياوي". وبين أن "الدواء يتمتع بثباتية عالية تمتد لثلاث سنوات من دون الحاجة للتبريد، ويُعطى مرة واحدة شهرياً بالعضلة بطريقة تشبه حقنة البنسلين، كما أنه لا يسبب تساقط الشعر أو الغثيان أو الدوار، لكون تركيبته مستقرة ولا تتحلل تحت الضوء أو حرارة الغرفة، وهو ما يجعله خياراً آمناً وسهلاً للمريضات".
وأكد الوكيل أن "المشروع سيتحوّل قريباً إلى مرحلة الإنتاج الفعلي"، موضحاً أن "شركة ألمانية أميركية ستتولى تصنيع الدواء في الولايات المتحدة بتمويل كامل من مقرها في شيكاغو، تمهيداً لطرحه عالمياً بعد استكمال جميع المتطلبات التنظيمية".
وشدد على أن "الحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) يمثل خطوة مفصلية في مسار الدواء الجديد، إذ تعني هذه الموافقة أنه آمن وفعّال وقابل للتصنيع والتوزيع داخل الولايات المتحدة وخارجها، مما يعزز فرصه في الوصول إلى الأسواق العالمية".
ودعا الوكيل إلى "تعزيز الشراكات الدوائية بين العراق والشركات العالمية عبر تأسيس شركات وطنية برؤوس أموال كبيرة ودعم حكومي مباشر، وفتح مصانع متخصصة بإشراف خبراء دوليين، إضافة إلى تدريب الكفاءات العراقية على أحدث تقنيات الصناعات الدوائية المتقدمة".
وفي ختام حديثه، كشف الوكيل عن "امتلاكه إحدى عشرة براءة اختراع مسجلة في الولايات المتحدة بموافقة الـ FDA، ثلاث منها تحوّلت إلى أدوية تُستخدم لعلاج المرضى حول العالم".
وأوضح أن "فكرة الدواء الجديد جاءت بعد سنوات من البحث والعمل في كلية الصيدلة بجامعة كنتاكي، إلى جانب خبرته العملية في شركات دوائية عالمية مثل Fresenius Kabi وEvonik، مؤكداً أنه أمضى أكثر من سنتين في تطوير هذا الابتكار الدوائي".
المحرر: عمار الكاتب