الخميس 26 جمادى الآخرة 1447هـ 18 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
جدل يتصاعد حول عتاد “ديب سيك” الصيني بعد مزاعم استخدام معالجات محظورة
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 12 / 17
0

عادت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية “ديب سيك” إلى واجهة الاهتمام الإعلامي، لكن هذه المرة بسبب تساؤلات مثيرة للجدل تتعلق بمصادر العتاد الحاسوبي الذي تعتمد عليه في تدريب نماذجها المتقدمة، بعد أن كانت قد حققت انتشاراً واسعاً مطلع عام 2025 بتصدرها قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلاً على متجر App Store، متقدمة على “شات جي بي تي”.

وارتبط صعود “ديب سيك” آنذاك بتكلفة تدريب منخفضة وُصفت بالصادمة في قطاع الذكاء الاصطناعي، إذ لم تتجاوز ستة ملايين دولار، أي ما يعادل ما بين 1% و10% من تكلفة تدريب نماذج كبرى مثل GPT-4 وClaude 3. 

غير أن هذا الزخم تراجع سريعاً عقب اختبارات أداء أظهرت نتائج ضعيفة، حيث سجل النموذج دقة لم تتجاوز 17%، ليأتي في المرتبة العاشرة من أصل 11 روبوت محادثة، مع تقديم معلومات خاطئة في نحو 39% من الردود.

وفي ما يتعلق بالأسئلة الإخبارية، أظهرت النتائج أن أكثر من نصف الإجابات كانت غامضة أو غير مفيدة، بحسب تقرير نشره موقع “PhoneArena”

. كما أثار النموذج انتقادات إضافية بسبب تبنيه مواقف متوافقة مع الرواية الرسمية في بكين عند الإجابة عن قضايا سياسية، حتى عندما لا تتضمن الأسئلة أي إشارة إلى الصين.

وزادت حدة الجدل بعد تقرير لموقع “The Information” أشار إلى الاشتباه في استخدام “ديب سيك” آلاف المعالجات المتقدمة من “إنفيديا” المبنية على معمارية “بلاكويل”، والتي يُحظر تصديرها إلى الصين بموجب القيود الأميركية. 

وذكر التقرير أن الشركة قد تمتلك ما بين 2000 و2300 وحدة من معالجات B100 وB200 لتدريب نماذجها الجديدة، مع احتمال الالتفاف على القيود عبر مراكز بيانات وهمية في جنوب شرق آسيا، قبل تفكيك هذه المعالجات وشحنها إلى الصين على أنها بضائع أخرى.

من جهتها، نفت شركة “إنفيديا” هذه الادعاءات، واعتبرت أن سيناريو تهريب معالجات “بلاكويل” غير مرجح، مؤكدة أنها لم تتلق أدلة أو بلاغات مؤكدة بشأن إنشاء مراكز بيانات وهمية للتحايل على القيود. إلا أن هذه التصريحات بدت متناقضة لدى بعض المراقبين، خصوصاً في ضوء إعلان وزارة العدل الأميركية مؤخراً تفكيك شبكة قامت بتهريب معالجات من طرازي H100 وH200 إلى الصين بقيمة تجاوزت 160 مليون دولار. كما أشارت “إنفيديا” لاحقاً إلى اعتماد ما وصفته بـ“الطوق الرقمي” لتعقب مواقع معالجاتها، في خطوة فُسرت على أنها اعتراف ضمني بخطورة عمليات التهريب.

في المقابل، شددت “ديب سيك” على نفيها استخدام معالجات “بلاكويل”، مؤكدة اعتمادها على معالجات Nvidia H800 إلى جانب شرائح Huawei Ascend 910C. وتُعد هذه الشرائح من أقوى المعالجات المحلية في الصين وغالباً ما تُقارن بمعالج Nvidia A100، لكنها لا تزال متأخرة تقنياً نتيجة القيود المفروضة على معدات التصنيع المتقدمة.

المحرر: عمار الكاتب




التعليقات